تظاهر في بداية الربيع العربي 50 ألفا في عُمان، فعينهم السلطان في سلك الشرطة على حساب منحة سعودية بعد نجاح الخطة.
تظاهر 150 ألفا في السعودية فعينهم الملك موظفي دولة في وزارتي الداخلية والدفاع، ثم أنفقت السعودية 138 مليار بترو دولار حول محيطها العربي الثائر لتحويل مسار سقوط الطغاة نحو سيناريو اليمن، الذي يبغي الإبقاء على نظام الديكتاتورية العسكرية وتغيير الرئيس المحترقة ورقته فقط، وقد فشل ذلك في مصر وفي سورية، لكنه افرغ ثورة اليمن من مضمونها، من حرية وكرامة.
والذي لا يرضخ للبترو دولار ترسل السعودية له جيشها، وان كان ذلك لكتم ثورة الداخل مثل البحرين المستعرة سرا وعلنا، رغم قلة عدد السكان نسبيا فيها. الكتاب في الصحف السعودية يستميتون للتشكيك ونفي مقولة ان هناك فيضانا تحت العرش، ويحاولون تقزيم ثورات الشعوب باختصارها على الطائفية، وكأن كل سني راض عن سياسة السعودية والرافض شيعي فقط. ففي الوقت الذي دحرت فيه الديكتاتورية المدنية العربية ما زالت الديكتاتورية المشيخية على حالها.
السعودية ومعها دول الخليج ركبت سفينة الربيع العربي خشية من لحاقها بالمهزومين من الديكتاتوريين المدنيين. لكن الى حين، فما يجري من تفجيرات بين الحين والاخر في دول الخليج ، وخاصة في السعودية، وتعالي اصوات الاصلاحيين، والجمود القائم في المؤسسة الملكية الحاكمة وكهولة قادتها، واضطهاد جزء هام من مكونات المجتمع السعودي اي الشيعة وافقارهم، كلها صواعق تفجير تنتظر مفجرا في اي وقت، اذا الجميع بنفس السفينة لكن بمقصورات مختلفة.
وهنا فقط تظهر السعودية مرونة في تحالفها الكامل مع الغرب كي تحافظ على امتيازاتها حتى لو كلفها ذلك ثمنا رهيبا.
الدوکتور لطیف الوکیل کاتب عراقی